قام الباحثون في احدى الجامعات الدنماركية المتخصصة في التقنية (TUD)، بشيء مميز ورائع جدا، من خلال استخدام نوع جديد من الألياف (37-core) بطول 7.9 كم، وقاموا بالعديد من التجارب عليه؛ لإظهار مدى سرعة هذه المادة، ومدى قدرة هذا النوع من الألياف، على نقل البيانات.
فقد أظهر القدرة على الوصول الى سرعة نقل بيانات قياسية، تبلغ 1.84 (Pbps)، والذي يساوي 1,840 تيرابايت فى الثانية، ويمكن ان تصل السرعة الى أكثر من ذلك في اوضاع تجريبية أخرى.ولكي نعطي الإنجاز السابق قدره الصحيح، يمكننا أن نستعرض ما مدى البيانات التي تقوم الشركة الوطنية المسؤولة عن البيانات داخل المملكة المتحدة، بنقله في وقت الذروة، والذي يبلغ 26 تيرا بايت في الثانية، وهو جزء بسيط للغاية مما حققه فريق جامعة (TUD) الدنماركية.
وايضا بالمقارنة بمتوسط البيانات الترددية التي يتم نقلها عبر الانترنت (ليس في وقت الذروة)، عبر كل الألياف التي تشكل نظام الانترنت في العالم أجمع، والذي يصل إلى حوالي واحد بيتا بايت (1Pbps) والذي يساوي (1000Tbps) في اليوم الواحد.
وايضا هذا الانجاز لا يقتصر فقط، على مدى السرعة التي وصلوا إليها في نقل البيانات، بل يكمن الإنجاز الحقيقي في أنهم قد استخدموا، نوع ليزر واحد يندرج ضمن تصنيف الأشعة تحت الحمراء، وايضا باستخدام نوع شريحة بصرية جديدة، وايضا نوع ألياف ضوئية واحد وجديد.
وبالتالي أصبح لديهم القدرة على تقليل التكاليف في هذا القطاع بشكل كبير بالنسبة للدول، فيمكننا باستخدام هذه التقنية، استخدام ليزر واحد من النوع الجديد، ليستبدل وظيفة اكثر من الف شعاع ليزر اخر نستخدمه الآن، مما يجعل هذه التكنولوجيا الجديدة عملية واقتصادية بالنسبة للحكومات.
فلا نستبعد عن تقوم حكومات العالم باستبدال جميع الألياف الضوئية الموجودة في المحيط، والتي تشكل نظام الانترنت، بهذا النوع الجديد من الألياف.
قام هذا الفريق من العلماء بعمل تحليلات بشكل نظري، لما وصلوا اليه، فقد اشارت تقارير الى ان مصدرا واحدا من الألياف الضوئية من هذا النوع، بالإضافة إلى نطاق الرقائق المستخدم، من الممكن أن يكون قادرا، على دعم حوالي 100 بيتابايت من البيانات، في أشكال متعددة الإرسال، ومتوازي بشكل كبير، باستخدام أنواع معينة من الطول الموجي في نقل البيانات؛ أي أنه يمكننا نقل بيانات بسرعة 100 تيرا بايت في الثانية هذا مدهش.
وقد ذكر هذا الفريق، انهم بعد توصلهم الى هذه النتائج، فقد أحدثنا تحولا في تصميم أنظمة الاتصالات المستقبلية، وأيضا أنظمة الإرسال، والاستقبال، مما يجعلها تعمل بكفاءة وسرعة أكثر.
على مر السنوات السابقة، أصبح يتردد من مزودي خدمة الانترنت في جميع أنحاء العالم، إنهم يخشون مخاطر ما يسمونه، بأزمة سعة الانترنت، ويعمل العلماء في الوقت ذاته على الوصول لحل، لهذه المعضلة مما يجعلهم يدفعون حدود عقلهم، الى الوصول الى سرعة ضخمة في نقل البيانات، وضغط البيانات عبر الألياف الضوئية، لزيادة السعة والقدرة لشبكة الانترنت العالمية، لاستقبال كل بيانات البشر في الوقت نفسه، عبر استخدام تقنيات حديثة من الألياف الضوئية.
وبعد نشر هذا البحث، أصبحت هناك حالة من الطمأنينة، لدى المسؤولين عن مد خطوط الألياف الضوئية عبر المحيطات، لربط الدول ببعضها البعض في المستقبل، خاصة الشركات والحكومات المسؤولة، عن مد الكابلات الدولية تحت سطح البحر، بشكل يربط المدن والبلدان الموجودة في جميع أنحاء العالم ببعضها البعض؛ وبسبب هذه التقنية الحديثة يمكنهم تنمية قدرات هذه الألياف على استيعاب كم أكبر من البيانات، بشكل جيد في المستقبل القريب، وغالبا سوف يحدث هذا بدون الحاجة إلى نشر كابلات جديدة.
ونتيجة لذلك فاننا نشعر بحالة طمأنينة اكثر؛ لأننا قد ضمنا استمرار زيادة السرعات المتاحة للمنازل، وأنها سوف تكون في حالة ارتفاع دائم، بالإضافة الى انخفاض في التكلفة في المستقبل القريب.
----------------
كتابة/ عبدالله علام
source http://www.igli5.com/2022/10/184pbps.html
ليست هناك تعليقات